مقالات


الجمعة - 03 ديسمبر 2021 - الساعة 01:56 م

الكاتب: عبدالله فرحان - ارشيف الكاتب



في البداية يجب ان نسلم بان انتفاضة 2 ديسمبر لها خصوصياتها كونها كانت وليدة من رحم العاصمة صنعاء 2017 رفضا شجاع للكهنوت الحوثي وكان اعلانها من وسط العاصمة صنعاء وليست من ابراج عاصمة اخرى .
صحيح انها اتت متأخرة جدا وتتحمل جزء كبير من وزر ما قبل اعلان شرارتها الا انها امتازت بصلابة عزمها الشجاع وتستحق منا ان نحيي رجالها ونصفهم بالابطال كونهم كانوا الاكثر شجاعة في انتفاضتهم التي اطلقت صيحاتها الثورية في قلب العاصمة صنعاء وفي ساحات واروقة مراكز القرار الحوثية وفي عقر دارهم دون دعم او اسناد خارجي ودون جغرافيا امداد او ملاذ تحصين .

انتفاضة 2 ديسمبر رغم ما شابها من توصيف لجوهر دافعها الاساسي ورغم محدوديتها الزمنية في قلب العاصمة صنعاء الا ان تضحياتها كانت جسيمة ومهولة تتجاوز سقف تضحيات تقاطع المصالح الشخصية او الذاتية بكثير وخصوصا بان قياداتها بذاتها كانت السباقة للتضحية واختارت بمحض ارادتها مصيرها ذهابا نحو الموت دون القبول بعروض مبادرات النجاة مقابل التفريط بالرفاق او الانقلاب على مشروع انتفاضتها المعلنة ..مما يجعل تضحيات السقف القيادي الاول لانتفاضة 2 ديسمبر يتجاوز جميع تضحيات مثيلاتها هنا وهناك .

وللانصاف نقول بان تلك الانتفاضة كانت نقطة فارقة لتحول استراتيجي استطاعت ان تخلق اصطفاف جديد لمسار وطني جديد وتغيير جذري للموازين السياسية داخليا واقليميا
وكانت ومازالت وهج اشعاع ثوري لكثير من الاوفياء لرمزي الانتفاضة وقائديها الصالح والزوكى واستمرار السير على دربهما في اطار اصطفاف جمهوري رافضا بكل اصرار الخنوع لقداسة الاصطفاء السلالي او القبول بسلطة تسلط جلباب رجعية الابتزاز الديني والمذهبي ..
فالثورة والجمهورية والحرية والمواطنة المتساوية قاسم مشترك لجميع الاحرار ويقتضي تناسي احقاد موروث الماضي .