الأخبار

الخميس - 13 أغسطس 2020 - الساعة 06:55 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ معاذ الصوفي:


خرج قيادات وأعضاء جماعة الإصلاح، اليوم الخميس 13 أغسطس/آب، بالإضافة إلى أفراد الألوية العسكرية والأمنية والشرطة العسكرية بعد إلباسهم الزي المدني في مسيرة في شارع جمال بمدينة تعز.

رفع المشاركون في المسيرة شعارات تجديد الولاء للسعودية، موضحين في اللواحات المرفوعة أنهم لن يقبلوا أي مشاريع تضر باليمن والسعودية، ولن تكون تعز، التي يحكم الإصلاح سيطرته عليها كأمر واقع، أرضاً لتلك المشاريع والتآمرات.

يأتي هذا الاعتذار بعد تصريحات مسيئة صدرت من قبل المدعو عبده فرحان المخلافي الذي يحمل الأسم الحركي (سالم) في فيديو مسرب وهو في جلسة خاصة مع مقربين وشخصيات من جماعة الإصلاح وقيادية في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين فرع اليمن، وهو يتحدث عن رفضه مصافحة قيادات التحالف، كما سرد كلاما خطيرا عن وجود تنسيق إيراني مع جماعة الإصلاح أفضى هذا التنسيق إلى الدخول في هدنة طويلة مع الحوثي، وتم على إثره حرف بوصلة المعركة من معركة استعادة الدولة إلى معركة ضد المقاومين الأوائل للحوثي غير المنتمين لجماعة الإخوان أو من يدينون لهم بالولاء كالشهيد الحمادي ورضوان العديني وأبو الصدوق وتوفيق الوقار ومحاولات استهداف الحجرية واللواء 35 مدرع.

كما ظهر في الفيديو المسرب كلام خطير أيضاً يتحدث عن وجود تنسيق تركي مع جماعة الإصلاح وأن تركيا ستمدهم بعربات وأسلحة لاستهداف السعودية والدول المجاورة لليمن بعد توحيد الجبهة الداخلية التي ذكرها عبده فرحان المخلافي في الفيديو المسرب، ويقصد بها جبهة الإصلاح والحوثي ضد دول الجوار والجنوب والتي تأتي منساقة مع المشروع الإيراني التركي والتقارب الذي حدث والهادف إلى زعزعة الوطن العربي وأمنه بل استهداف للوجود العربي ككل.

لقي الفيديو المسرب للقيادي الإخواني عبده فرحان تأييداً كبيراً من قيادات إصلاحية متواجدة في تركيا وعمان وفي السعودية (التي تستخدم حسابات مستعارة) ومن القنوات الفضائية التابعة للإخوان، حيث كثفت برامجها ضد السعودية والتحالف كدعم من نوع آخر لما ورد في الفيديو المسرب.

ما يلحظه أي محلل سياسي أن الإصلاح يلعب ضد السعودية لعبة خطرة يوهمها من خلال قياداته المتواجدين فيها والذين أغدقت عليهم السعودية أموالاً طائلة وسلاحاً أن جماعة الإصلاح مع التحالف واليمن والمشروع العربي لكن بنفس الوقت تجد ماكنته الإعلامية تؤجج في كل برامجها ضد الوجود العربي وتخلق رأيا عاما شعبيا قابلا للتواجد الإيراني التركي، وتدعم هذا التوجه بتسليط الضوء عن أخطاء الشرعية وتغض الطرف عن ما يمارسه الحوثي أو الدور التركي في اليمن أو المنطقة ككل.

تسريب الفيديو للقيادي الإخوني عبده فرحان المخلافي صاحب الاسم الحركي (سالم) كان صادمًا لقيادات الإصلاح المتواجدة في السعودية، حيث انكشفت لعبتهم وهم داخل السعودية يمارسون دور التقية ويضربون المشروع العربي في الخاصرة بالعمل والتنسيق مع إيران وتركيا تحت مبدأ (السرية والكتمان) الذي يعتبر أحد أعمدة الانضمام لجماعة الإخوان/ الإصلاح. وهذا ما دفعهم اليوم إلى إخراج مسيرة في تعز ترفع شعارات أنهم مع السعودية وضد أي مشاريع تهدف إلى ضرب اليمن والسعودية ودول الجوار، دون أي توضيح يذكر حتى الآن أو تحقيق حول التنسيق الإيراني التركي مع جماعة الإصلاح الذي أشار إليه سالم والذي يردده الكثير من قيادات وقواعد الإصلاح على صفحاتهم وفي مقابلاتهم.

يعمل الإصلاح بصمت وبجهود كبيرة على إيجاد موطئ قدم لتركيا في اليمن، وعمل قاعدة عسكرية لها بهدف تطويق الجزيرة العربية، وحاول الإصلاح إنشاء قاعدة تركية في الجنوب، إلا أنه وبفضل يقظة دولة رئيس الوزراء تمكن من إفشال المخطط الذي أفصح عنه أثناء زيارته لجمهورية مصر العربية، بينما كانت الخطة "ب" تقتضي عمل قاعدة تركية في المخا تعز، ولا يزال الإصلاح يعمل جاهداً على ذلك.

يرى مراقبون أن استمرار الإصلاح في المراوغة من داخل السعودية واللعب على التناقضات بين المشروعين العربي والتركي قد وصل إلى مرحلة السخف والانكشاف، وهذه المراوغة والتقية التي يمارسها الإصلاح مع الأشقاء والأعداء كانت سبباً في تمييع قضية استعادة الدولة، وفاقمت معاناة الشعب اليمني الذي استنزف منذ ست سنوات ولا يزال الإصلاح يراوغ ليكسب الوقت ويستنزف التحالف أيضاً.