مدى الثقافي / محمد صبري *
لم يكن الأمر متوقعا تماما، فقد كنت أفكر في كتابة كتاب يعالج قضية الإلحاد بشكل يسير لكي تصلح قراءته للجميع ، ومكثف لكي يكون ملما بأكثر المواضيع المتعلقة بقضية الإلحاد. بعد ذلك التفكير وأثناء وقت ترفيه على اليوتيوب وجدت ترشيحا لفيلمين لنور الشريف في فيديو ترشيح لمجموعة من أفلام هامة له. وهذان الفيلمان هما "أين تخبئون الشمس" الذي مثل فيه دور الداعية الذي ينقذ الناس من الغرق في وحل الإلحاد ، و"الرقص مع الشيطان" والذي مثل فيه دور العالم الملحد الذي يتحدى القدر. وكنت قد شاهدت من قبل فيلمه الأشهر عن ذلك الموضوع -الإلحاد- وهو "الاخوة الأعداء"، فتعجبت من اهتمام الفنان نور الشريف بتلك القضية وتكرار التجربة في ثلاثة أفلام فبحثت على جوجل "نور الشريف والإلحاد" فوجدت فيلما رابعا بعد البحث وهو "لقاء هناك"
لم أكن أعلم أن الأمر لن يتوقف على أربعة أفلام فقط بل وجدت الأفلام تتوالى علي بالصدفة، وولم أبذل مجهودا كبيرا في الكشف عن تلك الأفلام كأنها هي من تبحث عني لا أنا من أبحث عنها لأني في تلك الفترة كنت مهتما جدا بالكاتب نجيب محفوظ وأغرمت برواياته وبما تحمله من عمق فلسفي ونقاش في مسائل الإيمان وعلاقة العبد بربه، وتفاجئت أن الفنان الأكثر تجسيدا لأعمال الأديب هو نور الشريف نفسه إذ جسد أعماله في ثلاثة عشر فيلما، وهذا ما جعلني أشاهد تلك الأعمال ووجدت الرسالة التي يريد أن يوصلها نجيب محفوظ مجسدة في أفلام "وصمة عار"، "الشيطان يعظ"، "قلب الليل"، "أصدقاء الشيطان" وبهذا الأربعة أفلام صاروا ثمانية _أقصد الأفلام التي خصص للحديث عنها فصولا لا التي 😮تكلمت عنها في الخاتمة_
لم ينته الأمر على ذلك فلا زالت أفلامه تطاردني، فوجدت مقطعا بعنوان "مشهد فلسفي" من فيلم "الحاجز" فشاهدته ووجدته فيلما نادرا جدا لدرجة أنه كان العسير علي إيجاده على الشبكة! وأخيرا فيلم "البحث عن سيد مرزوق" لم تكن معرفته إلا من خلال اسمه في قائمة أفلام الفنان على ويكبيديا، فبمجرد قراءة العنوان جائني إلهام بسر وراء ذلك العنوان ولما شاهدت الفيلم أكد لي صحة ذلك الإلهام فبحثت عن تحليل لذلك الفيلم المعقد فوجدت أن الفيلم سياسيا بإمتياز واقتنعت بتلك الرؤية. وقلت في نفسي ربما كنت مبالغا في رؤيتي المتأثرة بالحالة السابقة لذا شاهدته مرة أخرى وعلمت أن الفيلم يمكن أن يحتمل رؤيتي أيضا.
وبعد هذه الحصيلة الكبيرة من الأفلام عزمت على أن تكون هذه الأفلام الوسيلة للغاية التي أردتها، فتكون معالجتي لقضية الإلحاد من خلالها، فمن خلال قصة الفيلم نتناول قصة الإلحاد فنقرب الموضوع بالمثال والحقيقة بالخيال. والحمد لله على توفيقه
*المجموعة الفيسبوكية " عن الكتابة والنشر "